شباط 2019 – من أصوات سكان القدس تطلّعاتٌ تُبصر بذور الأمل في المدينة التي تشهد أكثر نزاعاتٍ في العالم وتتجاوز الأخبار التي تصلنا يومياً.
آنا ماريا، جيسيكا وطلعت: شهادة صداقة بين مؤمنين من الديانات السماوية الثلاث. عندما تنهار جدران الإختلاف، والأحكام المسبقة، نختبر إمكانية النظر إلى المستقبل بشجاعة وأمل.
Copyright 2018 © CSC Audiovisivi – All rights reserved
شباط 2019 – يُمكن أن يُبنى السلام بألف طريقة مختلفة. تحتاج في بعض الأحيان أيضاً إلى أماكن للّقاء فيها – مكان للحوار، للروحانية، للدراسة والتنشئة. مشروع الفوكولاري في القدس.
إن السينودس 2021-2023 الذي أعلنه قداسة البابا فرنسيس هو فرصة لنصغي ونتحاور مع الآخر، بالتأكيد أن نبقى منعزلين يعني أن نبقى في نفس المكان دون أن نغادره. إنه فرصة كما يكرر دائماً غبطة البطريرك بييرباتيستا بيتسابالا في مناسبات عدة لإعادة اكتشاف الهوية الحقيقية للكنيسة بأنها “جامعة” وذلك ابتداءّ من لحظة نشأتها.
“بينما نحن على وشك أن نبدأ هذه الرحلة، فإننا ندرك أكثر من أي وقت مضى، أننا جميعًا مدعوون كتلاميذ للمسيح في هذه الأرض، التي هي موطنه، لنكون شهودًا له. لنتذكر أن أعظم رغبة له في أن يكونوا واحداً ( يوحنا 17)”.
هذا ما نقرأه في الرسالة المؤرخة 26 كانون الثاني (يناير) 2022 التي أرسلها الأساقفة الكاثوليك إلى رؤساء الكنائس المسيحية في الأرض المقدسة بخصوص سينودس 2021-2023 الذي دعا إليه البابا فرنسيس بعنوان “من أجل كنيسة سينودوسية. شركة، مشاركة، رسالة”.
مع الرغبة الصريحة في إعلام وإشراك الإخوة من الجماعات الكنسية المحلية الأخرى عن المسيرة السينودوسية المفصلية التي بدأت أيضًا في الأرض المقدسة، يؤكد بطريرك الكنيسة اللاتينية في القدس، بييرباتيستا بيتسابالا، الذي يوقع على النص، على أهمية الاستماع المتبادل لننمو معًا في مسيرة الشركة هذه.
نظرة على الطبيعة الرسولية للكنيسة “الجامعة”، ولا سيما كنيسة القدس، التي تحدث عنها البطريرك في 9 تشرين الثاني (نوفمبر) 2021 وذلك خلال لقاء مع الحركات الكنسية والجماعات الجديدة الموجودة في الأرض المقدسة بعد افتتاح المسيرة السينودسية:
“إن كنيستنا، كنيسة القدس ولِدَت من علية صهيون في العنصرة، ولِدَت حينها كنيسة جامعة ومحلية في نفس الوقت. خصوصاً في السنوات هذه الأخيرة، فقد اغتنت الكنيسة بالعديد من الحركات الكاريزماتية. ولذلك السبب، فإنّ حضوركم هنا هو ليس فقط عطية ولكن علامة للعناية الإلهية (…)، وهو تجسيد لرغبة الله، حتى يكون هذا البعد الجامعي حاضراً دائماً “.
شارك في لقاء التبادل العميق والمشاركة هذا الفوكولاري، طريق الموعوظين الجديد، كنساو نوفا، جماعة الطريق الجديد، جماعة العمانوئيل، جماعة التطويبات الكاثوليكية، شركة وتحرر، جماعة كوينونيا يوحنا المعمدان، الإخوة الأصاغر للإستقبال، ريجنوم كريستي، خدام إنجيل رحمة الله، جماعة سلام الكاثوليكية والجمعية التريزية.
استطاعوا جميعًا أن يصغوا لبعضهم البعض، والإدلاء بشهادة عن تجربتهم الخاصة، وبفضل مساعدة غبطة البطريرك الثمينة، فهموا بشكل أفضل كيفية مواجهة السينودس على المستوى المحلي والمكان المحدد الذي تشغله الجماعات والحركات الجديدة في هذه المسيرة.
شارك رئيس الأساقفة بيتسابالا من خلال إجابته على أسئلة مختلفة، أفكاره حول السينودس “لا يستمع المرء فقط إلى الاخر. السينودسية هي أسلوب – كما يقول – طريقة للوجود في الحياة وفي الكنيسة، ولكن أيضًا خارج الكنيسة. إن الاستماع والحوار تعبيران عن ذلك (…)”.
وفقًا لبطريرك القدس للكنيسة اللاتينية، من الضروري أن نسأل أنفسنا بعض الأسئلة: السينودسية كأسلوب حياة كيف يمكن أن تعاش في كل حركة وفي كل واقع للحياة، وعلى وجه الخصوص، كيف يمكن للسينودوسية أن تكون عملية يمكن تطبيقها هنا في المكان الذي يعاش فيه. علاوة على ذلك، وبالنظر إلى الكلمات الرئيسية التي اختارها البابا فرنسيس، وهي الشركة والمشاركة والرسالة، سيكون من المهم أن نفهم أيًا من هذه الكلمات يجسد كل واقع أكثر من غيره، بحيث يتمكن الجميع المساهمة والعمل، ومع الحفاظ على جذورهم راسخة بقوة في هذا السياق المعقد للغاية، وفي نفس الوقت والمزدهر مثل الأرض المقدسة.
“أقصد بكلمة الشركة إدراك الانتماء، والعطيّة التي نتلقاها، والمجانية، والحياة التي تندمج في الآخر، حيث يكون أحدهما جزءًا من الآخر والجزء الآخر هو جزءً من الذات. كل هذا ينبع من تجربة اللقاء مع يسوع. (…) بعد أن قابلت الرب واختبرت الخلاص، فأنت تدرك أن هذه التجربة تصبح كاملة وعميقة، عندما يتم مشاركتها في قلب الجماعة (…). بمجرد أن تمر بهذه التجربة، فإنها تغذيك وتدعمك، حتى عندما لا يمكنك تجاوز حد معين، بسبب الصعوبات. (…) إنه شيء تم إعطاؤه لك وتشعر أيضًا بالحاجة إلى مشاركته. هذه هي الشركة.
رغبة عميقة تتجدد في كلمات هذه الرسالة المرسلة من قبل الكنائس الكاثوليكية إلى رؤساء الكنائس المسيحية المختلفة في الأرض المقدسة، إنها تشرّع آفاقًا جديدة وتؤكّد أيضًا على رغبتها في النمو في الأخوة والإثراء بحكمة الآخرين.
إمكانية “التواجد معًا”، هذه هي رغبة المسيرة السينودسية، وقت له نكهة مشاركة المأدبة، ألم نحتضنه كمجموعة، فرح نودّ مشاركته بأسرع وقت، إنه تقدم تلميذي عماوس الذين، على الرغم من خيبة أملهم وحزنهم، كانا يسيران معًا، وفي الشركة، يدعمون بعضهم البعض، حتى اقترب منهم القائم من بين الأموات. فرصة يجب ألّا تفوتنا وهي أن نتعرف عليه في وسطنا.
خلال الأيام الماضية، شهدت القدس أحداث المؤتمر المسكوني الثاني والثلاثين للأساقفة أصدقاء الفوكولاري، والذي اتخذ موضوع “المحبة المتبادلة بين تلاميذ المسيح” عنواناً له.
ولدت هذه المبادرة على يد كيارا لوبيك، مؤسسة حركة الفوكولاري، وبتشجيع من البابا يوحنا بولس الثاني، حيث يجمع هذا المؤتمر بين الأساقفة من شتى أنحاء العالم وكنائسه المختلفة الكاثوليكية وغير الكاثوليكية، من أساقفة أرثوذكس وأنجليكان وميثوديين ولوثريين وكاثوليك، اجتمعوا معاً طوال أربعة أيام تحت شعار المشاركة والمسكونية.
في أرض نشعر فيها بصورة مكثفة بمشكلة التعايش بين مختلف الطوائف والشيع المتعدّدة، جاء هذا المؤتمر المسكوني بمثابة فرصة مناسبة لعيش المشاركة التي وإن لم تكن مشاركة لاهوتية وعقائدية، لكنها تشكل إئتلافاً بين القلوب.
سيادة المنسنيور روبين سميث
مطران كنيسة القديس ألبانز الإنجيلية
نحن نجتمع كل عام، أساقفة من كل أنحاء العالم ومن مختلف الطوائف، لنعيش معاً الوحدة في يسوع المسيح. من خلال احترام اختلافاتنا وتقاليدنا وتعاليمنا، نؤمن وبعمق بأننا نستطيع أن نحيا معاً، وذلك لأن يسوع قائم في وسطنا.
أتينا لنكون شهوداً على حقيقة أن الوحدة ممكنة. فبرغم كل الاختلافات، بالإمكان احترام بل وأيضاً محبة أخينا وأختنا، المختلف عنا. لأن يسوع موجود فيهم بقدر وجوده فينا.
حمل اللقاء بغبطة بطريرك الروم الأرثوذكس ثيوفيلوس الثالث معاني عميقة، حيث استقبل ممثلي الكنائس المختلفة في جو ميزته مشاعر الأخوة والصداقة. بالرغم من ثقل مسألة الانقسام التي تفصل بين الكنيسة الأرثوذكسية ومختلف الطوائف المسيحية، إلا أن اللقاء بغبطته كان علامة رجاء على درب الوحدة.
تجلت الرغبة في تحقيق الوحدة من خلال عهد المحبة المتبادلة الذي تبادله الأساقفة في ظلال درجات السلم، ذلك المكان الذي شهد صلاة يسوع من أجل تلاميذه حتى يكونوا كلهم واحد.
السيد كلاوديو ماينا
حركة الفوكولاري في الأرض المقدسة
هذه الدرجات هي آثار سلم روماني قديم يربط علية صهيون بوادي قدرون. ثمة تقليد يربط هذا المكان بصلاة يسوع من أجل الوحدة. بحسب هذا التقليد فإن يسوع بعد العشاء الأخير مضى إلى بستان الزيتون وهناك صلى لأجل الوحدة. إنه تقليد محبب جداً لدى حركة الفوكولاري لأن روحانية هذه الحركة مؤسسة بالتحديد على مسألة الوحدة.
سيادة المنسنيور أرماندو بورتولاسو
النائب الرسولي السابق في حلب
نلتقي سوية، ونبرم مع بعضنا اتفاق الوحدة هذا الذي به نتعهد بمحبة بعضنا كما أحبنا يسوع، فنكون مستعدين لتقديم حياتنا لأجل بعضنا البعض وسط التعددية الطائفية.
نريد أن نتعمق في الأمر ونعيش المحبة المتبادلة بين الأساقفة فنتبادل الخبرات في روح أخوية، في قناعة ثابته أننا إذا أحببنا بعضنا بعضاً فإننا نحقق المسكونية في قلوبنا.
برنامج مكثف غني باللقاءات، بالإضافة إلى الزيارات العديدة إلي مختلف الأماكن المقدسة في القدس ومحيطها، مثل كنيسة المهد في بيت لحم وكنيسة القيامة وعلية صهيون، وهي المكان الذي يبرز أكثر من غيره الاختلاف والوحدة في آن، والذي ميز مختلف مداخلات المجمع المسكوني.
سيادة المنسنيور بطرس معلم
رئيس الأساقفة السابق للروم الكاثوليك في الجليل
المحبة هي الطريق المثلى. فالله محبة وفي تلك المحبّة يمكننا أن نجد الطريق إلى الوحدة.
نيافة الكردينال ميلوسلاڤ ڤليك
رئيس أساقفج پراغا السابق
تكمن الطريق لتحقيق الوحدة في عيش الإنجيل وتقديم شهادة مشتركة بين مختلف الكنائس، على الإنجيل وكلمة الله. فإننا إذ نعيش كلمة يسوع نحقق الوحدة.
الأمر لا يعتمد على قوانا الشخصية، بل على قوة يسوع المسيح والروح القدس.
سيادة المنسنيور أرماندو بورتولاسو
النائب الرسولي السابق في حلب
الروح القدس بحاجة لأساقفة الكنائس المختلفة الذين يحبون بعضهم بعضا ويريدون الخير لبعضهم البعض… والروح القدس سيقوم بالباقي! ولكن إن لم يتحقق هذا اللقاء، وهذه المعرفة المتبادلة، وهذا الجو الأخوي، ولم يتوفر استعدادنا لبذل حياتنا في سبيل بعضنا، فإن الروح لن يتمكن من تحقيق شيء.
Original post published in cmc-terrasanta.org